📁 آخر الأخبار

الحكومة الذكية كخطوة متقدمة نحو تحسين الخدمات الحكومية الإلكترونية

الحكومة الذكية كمرحلة متقدمة لتطوير خدمات الحكومة الإلكترونية

مختلف المنظمات تسعى إلى مواكبة التطورات المجتمعية والبيئية المختلفة، عن طريق رفع مستوى أدائها كما ونوعًا، وذلك باستغلال منجزات الفكر الإنساني ويعتبر مشروع الحكومة الذكية والمنبئق من مشروع الحكومة الإلكترونية من أرق المفاهيم الإدارية التي تحلق بالمنظمات في سماء التغيير المخطط نحو رؤية واضحة المعالم العصرالحاضر.

الحكومة الذكية كاتجاه حديث لتطوير خدمات الحكومة الإلكترونية
الحكومة الذكية كاتجاه حديث لتطوير خدمات الحكومة الالكترونية.

وتحو تحول مستهدف باتجاه العمل الإلكتروني الذي يقوم على التقنيات الرقمية، والتي شكلت المحور الرئيسي لبزوغ عصر الثورة المعلوماتية الذي نعيشه في عصرنا الحاضر.

كما أن الحكومات حول العالم تتسابق في إقامة ما اصبح يطلق عليه ب"الحكومة الذكية"، ففي كل من منطقة من مناطق العالم ومن الدول النامية الى الدول الصناعية والمتقدمة، تضع فيها الحكومات المحلية والوطنية المعلومات الحرجة  على الخط المباشر، وتستخدم الآلية من أجل تبسيط العمليات التي كانت معقدة من قبل وتتفاعل إلكترونيا مع مواطنيها.

وقد شكل مفهوم الحكومة الإلكترونية محور استراتيجية النهوض بالعمل الحكومي وغير الحكومي في شتى دول العالم، وهذا معناه التحول الجذري في المفاهيم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتسويقية، وعلاقة المواطن مع بعضها البعض.

ونظرا لأن حجم القطاع الحكومي يشكل نسبة كبيرة من إجمال القطاعات الاقتصادية في أغلب دول العالم، وكون التعامل مع القطاع الحكومي لا يقتصر على فئة دون غيرها، بل يعم المواطنين والمقيمين والمؤسسات وغيرها، وكون هذا التعامل متعدد في نوعيته ووسائله وكيفيته ونماذجه باختلاف إجراءاته، وخطوات تنفيذه، وأماكنها بين أروقة الدوائر الحكومية.

جاء مفهوم الحكومة الإلكترونية كوسيلة مثلى للحكومات تمكنها من رعاية مصالح الجمهور من أفراد ومؤسسات إلكترونية وذلك باستخدام التكنولوجيا المتطورة، دون حاجة طالب الخدمة إلى التنقل بين إدارات الحكومة، وحل المشاكل التي تواجه مختلف شرائح المجتمع في تعاملامها اليومية مع الجهات الحكومية.

ورغبة منها في العراقيل البيروقراطية أمامها، فهدفها هو تدعيم نشاط الحكومة الكلاسيكية والتي توصف دوما بالبيروقراطية وبطء الإنجاز، وأحيانا كثيرة إلى تعقيده دون مبرر، وذلك بتقديم الخدمات آليا للمستفيدين، والسماح بمشاركتهم في صنع القرار، كما أن هذه الحكومة تهدف كذلك الى تخفيف الأعباء المالية مقابل الخدمات الكلاسيكية التي كانت تقدمها، مع المحافظة على جودتها.

وبعد تنفيذ مشاريع الحكومة الإلكترونية ونجاحها في معظم دول العالم التي تبنتها، وبدأت بالتقدم وسرعة الإنجاز في تعاملاها الحكومية بين الحكومة والمواطنين وجميع المستفيدين، أصبحت الحاجة ملحة إلى الانتقال إلى ما يسمى بالحكومة الذكية.

ولكي تزداد الرؤية وضوحا، سنحاول من خلال هذا الفرع، التطرق بداية لماهية الحكومة الذكية  من جهة، ثم بعد ذلك نقوم بجرد لنماذج بعض الحكومات الذكية من جهة ثانية.

مفهوم الحكومة الذكية

تعتبر الحكومة الذكية حقبة جديدة من حقب التطور التاريخي للتعاملات الإلكترونية الحكومية، والتي يقصد بها:

تقديم الخدمات الإلكترونية والتطبيقات المعلوماتية على اختلافها على الاجهزة الذكية المتنقلة، كما هو الشأن بالنسبة للهاتف النقال،أو الأجهزة اللوجية، واجهزة المساعد الرقمي الشخصي (PDA) المتصلة بالأنترنيت.

 بحيث  يمكن تقديم خدمات الحكومة الذكية من أي مكان، وعلى مدار الساعة، وبسرعة ودقة متناهيتين، وعبر منصة موحد للتطبيقات المتنقلة، والتي تقدم خدمات الحكومة الذكية.

وتعتبر الحكومة الذكية التطور الطبيي لنموذج الحكومة الإلكترونية، والتي تعني" التفاعل المباشر والمتزامن مع المعلومات المنتشرة في المجتمع ومكوناته الاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية"، وهي تقترب أكثر من المواطن؛ بحيث تمكن الشخص من حمل خدماته ومعاملاته في جيبه من خلال هاتفه الخلوي "Mobile".

كما تمتاز الحكومة الذكية بمجموعة من المميزات أهمها، أنها حكومة لا تنام، وتعمل 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، 365 يوما في السنة، بالإضافة إلى السرعة في الإجراءات الخاصة بمعاملاتها

بعض من التجارب الناجحة في التحول إلى الحكومة الذكية

هناك العديد من التجارب الرائدة في مجال الحكومة الذكية، سوف نذكر منها انطلاقا من تقارير الأمم المتحدة حول الحكومة الذكية، الذي ينشر كل سنتين من قبل شعبة الإدارة العامة وإدارة التنمية التابعة لإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، والذي يعتمد على مؤشر تنمية الحكومة الكترونية.

 ويأني مسح الحكومة الإلكترونية الصادر عن الأمم المتحدة لقياس التفاوت في تبني تطبيقات الحكومة الإلكترونية على المستوى الدولي، ويمكن دراسة هذا المسح من خلال العناصر التالية:

1- نطاق مسح الحكومة الالكترونية: إن هذا المسح يوفر تحليلا للتقدم المحرز في الحكومة الالكترونية وآلية التحقيق لأهداف التنمية المستدامة  ويوجة قضايا الإدارة العامة الناشئة، ويقيس فعالية الحكومة الإلكترونية في تقديم الخدمات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية للمجتمع في خمسة قطاعات هي:

  1. التعليم الصحة والعمل والتمويل والرعاية الاجتماعية.
  2. بالإضافة إلى البعد البيئي الذي أضيف ابتداء 2012.

2- منهجية المسح:  يستند الإطار المنهي لجمع وتقييم بيانات المسج على نظرة شمولية للحكومة الإلكترونية، من خلال مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية EGDI المبني على ثلاث مؤشرات هي كما يلي:

  • مؤشرالبنية التحتية.
  • مؤشر رأس المال البشري.
  • مؤشر خدمة الانترنيت.

ويتم حساب المؤشر EGDI وفق المعادلة التالية: مؤشر تطور الحكومة الإلكترونية EDGI - (034 مؤشر خدمة الانترنت OSL+(0.33 مؤشر البنية التحتية TII) + (0.33»مؤشر رأس المال البشري HCI).

ويستخدم مؤشر EGDI في فياس جاهزية وقدرات الإدارات الوطنية لاستخدام الاتصالات وتكنولوجيات المعلومات لتقديم الخدمات العامة، ويستند على تقييم وجود الإنترنت في الدول، حيث يقيم موافع الانترنت المحلية ومدى تطبيق سياسات واستراتيجيات الحكومة الالكترونية في فطاعات خدمية معيئة.

3 .محاور المسح: انطلافا من 2016 تسهيل السياسات والخدمات المتكاملة من خلال الحكومة الإلكترونية 

  • البيانات الحكومية المفتوحة المؤسسات حكومية شفافة وفعالة ومسؤولية 
  • المشاركة الإلكترونية لتعزيز المساهمة في صنع القرار وتقديم الخدمات وسد الفجوات فيما يتعلق بالخدمات الإلكترونية المتطورة بين الدول تعكس هذه التقارير تنافسية الأعضاء بالأمم المتحدة البالغ عددهم 193 دولة في مجال جاهزية الحكومات الإلىترونية.

كما نقدم هذه التقارير تقييما للتقدم الفعلي في مؤشر عام لتطور الحكومة الإلكترونية (EGD).

أولا - الحكومة الذكية بالإمارات العربية المتحدة

إن 16 سنة من عمر الحكومات الإلكترونية يمكن أن يكون زمنا طويلا بينما هذه المدة بالنسبة لعمرالإنترنيت تعتبر زمن ضئيلا جدا، فقد تطورت التكنولوجيا بطريقة متصاعدة وحدثت ثورة خلال تلك السنوات وانفجار في عالم الهوائف الذكية وكل الأجهزة الذكية بشكل عام.

الحكومة الذكية كمرحلة متقدمة لتطوير خدمات الحكومة الإلكترونية
الحكومة الذكية كمرحلة متقدمة لتطوير خدمات الحكومة الالكترونية.

وحسب إحصاء لشركة أمريكية أنه في العالم اليوم حوالي 5 مليارات مستخدم للأجهزة المحمولة من ضمنهم مليار مستخدم لجهاز هاتف ذكي، وهذا ما دفع الخبراء إلى التفكير بتطوير الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الحكومات واستغلال الأجهزة الذكية.

فكما فلنا سابقا الحكومة الذكية في تطورالنموذج الحكومة الإلكترونية ومن أبرز الأمثلة في العالم العري الحكومة الذكية لدولة الإمارات التي نقلت جزءا كبيرا من خدمات الحكومة إلى الهاتف الذي والأجهزة الذكية التي يحملها المواطن في جعبته أينما كان.

بحيث أنه أصبح بإمكان المواطن أن يتابع حالة معاملاته الحكومية فقط من خلال الجهاز الخاص به والاستعلام عن حالة المناخ أو الطقس كما بإمكانه كذلك الاستعلام عن حالة المواصلات والطرقات فقط عبر هاتفه المحمول.

1) إنشاء الحكومة الذكية بالإمارات العربية المتحدة:

فخلال لقاء نظمته حكومة دولة الامارات جاء اعلان عن مبادرة السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإطلاق "الحكومة الذكية"، وقد شارك بهذا اللقاء أزيد من 000 1 مسؤول حكومي، وفي أعقاب توجهات سموه بالنسبة للهيئات الحكومية في القمة الحكومية التي انعقدت آنذاك في دبي يوم 22 ماي 2013، بحيث أكد من خلالها على ضرورة تطوير الخدمات الحكومية ومن ثم الارتقاء بها لكي تكون قريبة أكثر من المواطنين.

 وهذا من خلال مهيئمها للتحول من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية ومساعديها على تخطي بعض التحديات التي ستواجهها أثناء محاولتها الاستفادة من مميزات الحكومة الذكية من خلال إرشادها وجعلها جاهزة للتحول الذي (M-Ready) من حيث متطلبات تطوير وتنفيذ أحدث التطبيقات والخدمات الذكية التي تعتمد على تقنيات المعلومات والاتصالات،

 فعل الجهات الحكومية في الإمارات العريية المتحدة تطوير خدماها عير الاستفادة بشكل استراتيجي من التقنيات الذكية مما يعني بشكل أساسي تحويل الخدمات الإلكترونية إلى خدمات ذكية وصولا إلى التحول الشامل للحكومة الذكية.

 كما تهدف مبادرة الحكومة الذكية الىرفع وتعزيز الوي لدى الجهات الحكومية للاستفادة من خدمات الهاتف المتنقل وتطبيق أفضل للتقنيات في مجال الخدمات لتقديم أفضل ما لديها وتحفزها للارتقاء غلى أرفع المستويات.

استنادا إل عوامل الإبداع والابتكار وانطلافا من فهم لاحتياجات المواطنين وكافة المتعاملين بما يواكب طموحهم ويلبي رغباتهم، وتقديم خدمات تضاهي بجودتها تلك المتاحة في القطاع الخاص من خلال تبادل الخبرات مع مختلف الجهات المتميزة في تطبيقات الأجهزة المحمولة حول العالم، وكذا تشجيع للجهات الحكومةي في دولة الامارات على تطبيق مبادرة الحكومة الذكية.

2) أمثلة عن بعض الخدمات المقدمة من طرف الحكومة الذكية في الإمارات:

تنقسم الخدمات التي تقدمها إلى خدمات للدوائر الحكومية والمؤسسات التابعة لها وخدمات للأفراد والشركات.

1- الخدمات المقدمة للدوائر الحكومية والمؤسسات التابعة لها

وتنقسم في هذا المجال الخدمات الى عدة أشكال: 

نظم تخطيط الموارد الحكومية: وتكمن في  إتاحة التواصل الفعال مع الموردين، مع توفير إمكائية نظا سلسلة التوريد المتنقلة ومصادر التزويد، بالإضافة إلى تسهيل التكامل بين النظم الأساسية للدوائر وإدارة تخطيط الموارد الحكومية.

الخدمات الاستشارية الاستر ائيجية : من خلال إجراء تقييم لمدى الالتزام بسياسة واسترائيجية حكومة الإمارات الذكية، طلب توفير الخدمات الاستشارية، بالإضافة إلى عرض معايير وإرشادات حكومة الإمارات الذكية.

إذن يتضج أن حكومة الإمارات الذكية توفر خدمات متنوعة لمختلف الجهات والدوائر الحكومية تسعى من خلالها إلى توفير بنية تحتية لمختلف الجهات، لضمان تقديمها للمواطئين والمؤسسات في الوقت المئاسب والتكفة المعقولة.

2- الخدمات المقدمة للأفراد والشركات

تقدم حكومة الإمارات الذكية خدمات متنوعة للأفراد والشركات منها: التوظيف الالكتروني وذلك بالتقدم بطلب الحصول على وظيفة لدى الحكومة من خلال بوابة التوظيف الالكتروني، بالإضافة إل إمكانية الفرد من البحث عن فرص عمل لدى الحكومة عبر الإنترثيت .

الشكاوى الالكترونية: والتي تكمن من خلال قدرة المواطن عل تقديم شكوى إلكترونية بخصوص الخدمات التب تقدمها الحكومة الذكية، كما تشكل الشكاوى الإلكاروئية فرصة للتحسين من الخدمات المقدمة.

الدفع عن طريق الهاتف المتحرك: بواسطة الرسائل القصيرة، كما أن هذه الخدمة تتيح دفع الرسوم لعدة جهات حكومية مشتركة (تسديد فواتير اتصالات، المخالفات المرورية، فواتير خدمات الجمارك..).

خدمة باشر أعمالك: والتي تتيح للمستثمرين تأسيس الشركت في دولة الإمارات إلكترونيا (عن بعد) دون حاجتهم لزيارة أي جهة حكومية، ومن دون أي رسوم إضافية لاستخدام هذه الخدمة.

إذن هناك تنوع وجودة تظهر مثلا من خلال تسجيل عملية الدفع عن طريق الهائف المتحرك M Pay في سئة 2015 إجراء 443 660 صفقه بمبلغ إجمالي قدر 245 451 338، وفي سنة 2016 فكان عدد الصفقات المنجرة 561 824 بمبلغ إجمالي قدر ب  002 160 428.

 كما شمل إجمالي عدد وسائل الاستعلام  Dubaï sms التي أرسلت بنجاح في سنة 2015 هو 82225 رسالة وفي سنة 2016 كانت 225 82، وإجمالي عدد رسائل الإشعار التي أرسلت 445 041 223 في سنة 2015.

 أما في سنة 2016 فكانت 144402868، أما إجمالي عدد الشكاوي سنة 2015 كان 3925 وعرف سنة 2016 انخفاض حيث قدر عدد الشكاوى ب 3356.

إذن هناك نمو وارتفاع وتنوع في الخدمات التي تقدمها حكومة الإمارات الذكية من سنة  إلى أخرى، بالمقابل هناك انخفاض في عدد الشكاوى المقدمة، مما يؤكد على الجودة في الخدمات التي تقدمها ورضى عملائها،  جعلها تحتل المركز الأول عربيا وإقليميا، وفقا لتقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية لسنة 2020، الذي يقارن الخدمات الذكية في 193 دولة.

وبالرجوع إلى التقارير السابقة لسنة 2014 و 2016 و 2018 و 2020 يمكن استنتاج ما يلي :

1- وضع الدول العربية حسب تقرير الامم المتحدة لسنة 2014:  لقد جاء هذا التقرير بعنوان "الحكومة الإلكترونية من أجل المستقبل الذي نتطلّع إليه"، بحيث من خلاله احتلت البحرين المرتبة الأولى عربيا، والثانية عشر عالميا، تليها الإمارات العربية المتحدة عربيا والثانية والثلاثين عالميا، أما المغرب فقد احتل المرتبة 82 عالميا.
2- وضع الدول العربية من خلال تقرير الأمم المتحدة لسنة 2016:هذا التقرير جاء محللا لآليات استعداد الحكومة الالكترونية لاجل دعم الأهداف المضمنة بجدول أعمال 2030، بالاضافة الى قياس التفاوت في تبني تطبيقات الحكومة الالكترونية، وانتشار الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على النطاق الدولي.
3- وضع الدول العربية حسب  تقرير الأمم المتحدة لسنة 2018:
 إن هذا التقرير جاء في إطار تنفيذ لخطة التنمية المستدامة لسنة  2030 أهداف التنمية المستدامة في سنته الثالثة بحيث أن هذا التقرير ركزعلى عدة مواضيع من بين أهمها:
1- استخدام التقنيات الرقمية لتحسين طرق التجاوب مع التحديات.
2- تعزيز جودة الحياة في المجتمعات.
 وهذا الأمر يتطلب قدرا عاليا من المرونة لدى الحكومات وقدرتها على التكيف مع مختلف  المستجدات والتقنيات الجديدة، لأجل تقديم أجود الخدمات وأكثرها سهولة للأفراد والأعمال أما فيما يخص مسألة  الترتيب للدول العربية فقد فإن الامارات العبية المتحدة قد احتلت المرتبة الأولى عربيا، و 21 عالميا  ثم تلتها  البحرين بترتيب عالمي هو 26، أما المغرب فقد احتلت المرتبة 110 عالميا.
4- وضع الدول العربية من خلال تقرير الأمم المتحدة لعام 2020:
 لقد أظهرت نتائج تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية تباين الدول العربية من ناحية المؤشرات الثلاثة الفرعية؛ فعلى سبيل المثال نفت البنية التحتيه للاتصالات والخدمات الحكومية الرقمية في الإمارات ضمن الفئه المرتفعة جدا.
 في حين صنف مؤشر رأس المال البشري فيها ضمن الفئة المرتفعة وفي كل من لبنان وسوريا ومصر كان مؤشر رأس المال البشري ضمن الفئة المرتفعة في مقابل تصنيف البنية التحتية للاتصالات ضمن الفئه المتوسطة.
وفي المقابل ان تصنيفا متوسطا لمؤشر رأس المال مؤشر البنية  التحتية للاتصالات ضمن الفئه المرتفعة في العراق بينما حققت تصنيفا متوسطا لمؤشر رأس المال البشري وهو ما يفسر تباين نتائجها في مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية.

مؤشر الخدمات الرقمية: يقيم المؤشر استخدام الحكومات التكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تقديم الخدمات الحكومية، ويتطرق إلى جوانب مثل السمات الفنية للمواقع الحكومية على شبكه الإنترنت وسياسات الحكومة الإلكترونية.

ووفقا لنتائج التقرير، فقد توزعت الدول العربية بين الفئات الأربع المرتفعة جدا والمرتفعة والمتوسطة والمنخفضة وحلت العدد الأكبر منها في الفئة المتوسطة التي يتراوح نتيجة المؤشر فيها بين 0.25 و0.50، وهي سوريا والمغرب ولبنان والأردن والعراق واليمن والسودان والجزائر والصومال.

ثانيا- الحكومة الذكية لجمهورية كوريا

تعتبر تجربة الحكومة الإلكترونية في كوريا قصة نجاح رئيسية يشار إليها في العديد من المؤشرات الإقتصادية الدولية، كما أنها تعتبر واحدة من بين أفضل الممارسات الأكثر إشارة في العالم، وقد حققت حالة التطور في تكنولوجيا المعلومات في كوريا، والتي كانت تعادل نسبة الخمس إلى الثمن من مستوى الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدةةوالمملكة المتحدة في عام 1987، نموا متسارعا.

فمنذ سنة 2007: أعتبرت كوريا الدولة الأولى عالميا في تكنولوجيا المعلومات، وقد تطورت الحكومة الإلكترونية في كوريا بسبب تطبيق العديد من السياسات الحكومية (القيادة السياسة ووضع الرؤى والاستراتيجيات وأولويات المشاريع).

وعمليات التغيير في (المؤسسات المطبقة للخدمات، والتوزيع المرن للمدن للموارد المالية والفنية)، والأخذ بعين الاعتبار أراء المواطنين وملحوظاتهم وخبراتهم التعلمية كما ساهم التوسع في الخدمات العامة للجمهور والشفافية في الإجراءات الإدارية في تطور الحكومة الإلكترونية الكورية.

في سنة 2015:  سعت الحكومة في كوريا إلى إرساء حكومة ذكية متطورة تعزز المشاركة الفعالة لدى المواطنين في أي زمان ومكان من خلال الدمج بين الأجهزة الذكية والخدمات الحكومية، الأمر الذي ترتب عنه تحقيقها لمجموعة من الإنجازات، نظرا لجودة الخدمات الذكية المقدمة.

1) أهم إنجازات الحكومة الذكية لكوريا

تتمثل هذه الإنجازات فيما يلي:

1- تحسين الكفاءة  والشفافية في العمل الإداري

إن استخدام الوثائق الإلكترونية أصبحت من الممارسات  المعتادة، بحيث أن بعض الشركات الإدارية كما هو الشأن بالنسبة لإدارة شؤون الموظفين والمالية والمشتريات، يتم التعامل معها إلكترونيا، وهو الأمر الذي ساهم الى حد ما وبطريقة مبتكرة في تعزيز كفاءة الإدارة الحكومية.

كما أدخلت جميع الإدارات المركزية نظام العمليات التجارية المحددة الموحدة  Standardized Business Process System، لتسجيل جمع إجراءات صنع القرار في الحكومة، وهو ما أدى إلى زيادة ملحوظة في شفافية إجراءات العمل الإداري

2. تقديم خدمات إدارية مرتكزة على الأفراد والمؤسسات

مع إنشاء بوابة الخدمة 24 Portal Service Civil; Minwon ، تم دخول عصر الطلبات الخدمه المدنية من المنزل، وذلك من خلال تنصيب قنوات متكاملة للخدمة المدنية على الإنترنيت، حيث يمكن  من خلالها الاشعار والإبداع، ودفع الضرائب

كما أنه عن طريق شباك واحد للأعمال  تم اعتماد أنشطة الشركات المختلفة بكفاءة، هذا الى جانب معاملات الخدمات اللوجستيكية والتخليص الجمركي، والبيع والشراء عن طريق أو عبر الانترنيت.

3- تعزيز التواصل مع المواطنين فيما يتعلق بسياسات الحكومة

يمكن للأشخاص حاليا المشاركة في عملية صنع القرار الحكومي بكل سهولة من خلال شباك فريد يسمى "EPeople"، متصل بجميع المؤسسات الإدارية لتوفير خدمات مدنية شاملة، وكذا استقبال اقتراحات الجمهور.

ويمكن للأفراد بسهولة طلب والتحقق عبر الإنترنيت من مجموعة واسعة من المعلومات الإدارية والاستفسار عن وتائق وطنية في أي وقت وفي أي مكان من خلال نظام للاستخدام المشترك للمعلومات الإدارية "e-Hanarominwon".

4. زيادة كفاءة إدارة موارد المعلومات

نظرا للدور الكبير الذي يقوم به المركز الحكومي للبيانات "Gouvernement Integrated Data Center: GIDC" ، يسير جميع نظم المعلومات الحكومية، وبالتالي تحسين قدرتها على إيجاد الحلول المتعلقة بأخطاء النظام والتهديدات.

2- أمثلة عن بعض الخدمات المقدمة من طرف الحكومة الذكية لكوريا :

إن ما  يميز خدمات الحكومة الذكية لكوريا هو تصميمها وفق معايير وأهداف واضحة وقابلة للقياس، وهو ما يمكن من تحسينها وتطويرها بما يحقق رضا المستفيدين منها مع تخفيض تكلفتها وتحسين أداء  ما أصبح يسمى بالحكومة الذكية بشكل عام وفي الجدول أسفله سنبين أمثلة للخدمات المقدمة:

1- البوابة الإلكترونية التعليمية "دريم وينغز"2- نظام المشتريات الإلكترونية الكوري "كونيبس" 
"دريم وينغز" عبارة عن بوابة إلكترونية للتعلم عبر الإنترنيت يديرها مركز جيونجي لتطوير المرأة. ويتم تمويلها عن طريق الحكومة الكورية، وتقدم خدمات التعلم الإلكتروني (عن بعد) وأكثر من 300 دورة تعليمية في مجال الأعمال المكتبية والرعاية الصحية والخدمة الاجتماعية وتكنولوجيا المعلومات واللغات الأجنبية."كونيبس"عبارة عن بوابة متكاملة للمشتريات الإلكترونية تضم 120 نظام مشتريات حكومي. تتميز البوابة بخاصية التسجيل لمرة واحدة للمستخدمين المشاركين في تقديم العروض العامة، وتعمل كمنصة ذات محطة واحدة للمستخدمين من أجل إتمام جميع الإجراءات المتصلة بإدارة المشتريات والتسجيل وتقديم العروض والتعاقد والدفع.

من خلال هذه التجارب يمكن القول بأن المغرب في إطار سعيه لتحسين خدمات الحكومة الإلكترونية التي تبناها منذ سنة 2009، يمكنه الاستفادة من تجربة الحكومة الذكية لكل من الإمارات وكوريا، خاصة بعد تقنين العمل عن بعد، من خلال مرسوم يتيح للإدارات العمومية العمل وفق هذا الأسلوب، باعتباره خطوة نحو إدارة حديثة تمتاز بتنوع أساليب العمل.

الأمر الذي يضمن معه استمرار المهام وتقديم الخدمات في مختلف الظروف، ولقد عملت الحكومة المغربية إلى إقرار قانون رقم 55.19 الذي يهدف إلى تحديد المبادئ والقواعد المؤطرة للمساطر والإجراءات الإدارية، وذلك بالتنصيص على إعداد مصنفات للقرارات الإدارية وتحديد أجال قصوى لمعالجة طلبات المرتفقين المتعلقة بها، وإرساء حقهم في تقديم الطعون بهذا الخصوص.

تعليقات